المادة    
  1. مجيء الشرع بمعاني جديدة لبعض الألفاظ العربية

    ‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    فإن شيخ الإسلام رحمه الله يرى أن الحج والصيام والزكاة وغيرها إنما هي كلمات معروفة في كلام العرب قيدها الشارع، فمثلاً الزكاة هي اسم لما تزكوا بها النفس أي: تطهر، وزكاة النفس زيادة خيرها وذهاب شرها، كما قال تعالى (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ))[الشمس:7]، وقال: (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ))[الشمس:9].
    يقول: (والإحسان إلى الناس من أعظم ما تزكوا به النفس كما قال تعالى: (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ))[التوبة:103] وكذلك ترك الفواحش كما قال تعالى: (( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ ))[النور:21]) أي: ما طهر.
    إذاً: هذا في الاستعمال اللغوي.
    يقول المؤلف رحمه الله: (وأصل زكاتها) أي النفس (بالتوحيد وإخلاص الدين لله كما قال الله تعالى: (( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ))[فصلت:6-7]).
    قال العلماء: الزكاة هنا هي الطهارة، أي: لا يزكون أنفسهم ويطهرونها من الشرك ومن الخبث ومن الفواحش بالتوحيد والإيمان والطاعة، ويمكن أن يحمل على المعنى الشرعي فيقال: (( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ))[فصلت:6-7] أي: هم لا يؤدون زكاة أموالهم، وإن لم تكن في ذلك الزمان قد عينت وحددت مقاديرها، أي: لم تفرض الزكاة المعروفة، لكن في المال حق سوى الزكاة، وهذا أمر معلوم في الدين قبل أن تشرع الزكاة بأنصبتها ومقاديرها، بل في جميع الملل، وفي جميع الشرائع، ولا بد أن يطهر الإنسان نفسه وماله بإخراج شيء من ذلك.
    وقال تعالى: (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ))[الماعون:1-3] فمن أعظم أعمال المشركين أنهم لا يتواصون بالصبر، ولا يتواصون بالمرحمة، ولا يعطفون ولا يشفقون على فقير أو يتيم أو جائع، ولا يصلون الرحم، وهذا من صفات الكفر، لكن قد يوجد فيهم بعض الخلال كما يوجد في بعض المؤمنين من لا يقوم بهذه الواجبات فيشبه بهذا حال الكافرين.
    وقال رحمه الله: (وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مقدار الواجب وسماها الزكاة المفروضة) فإذا أطلق اللفظ صار إلى الزكاة، وكذلك لفظ التيمم معناه القصد، وإن كان التيمم قد يأتي بمعنى آخر كما قال تعالى: (( فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ))[النساء:43].
    يقول: (فلفظ التيمم استعمل في معناه المعروف في اللغة، فإنه أمر بتيمم الصعيد، ثم أمر بمسح الوجوه والأيدي منه، فصار لفظ التيمم في عرف الفقهاء يدخل فيه هذا المسح) يعني في الآية: (( فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ))[النساء:43] وفيها أمران: أمر بالتيمم، وأمر بالمسح، والفقهاء يطلقون التيمم على المسح نفسه، فهم الذين نقلوا المعنى، وإلا فتيمموا في أصل اللغة أي: اقصدوا واطلبوا وتوجهوا إلى الصعيد الطاهر الطيب، ثم بعد ذلك امسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، والفقهاء سموا المسح المأمور به بعد تيمم التراب: تيمماً.
    ويقول رحمه الله: (لفظ الإيمان) وهنا الشاهد (أمر به مقيداً بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله).
    وهذا كما في قوله تعالى: (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ))[البقرة:285] فهو مقيد حتى ولو لم يذكر إلا الإيمان بالله، فيدخل فيه الإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل، فهو إيمان مقيد.
    وقال رحمه الله: (وكذلك لفظ الإسلام ليس على إطلاقه في اللغة، والإسلام إذا جاء في القرآن وفي السنة فهو مقيد بالاستسلام لله تبارك وتعالى والانقياد له كما قال الله تعالى: (( فَلَهُ أَسْلِمُوا ))[الحج:34]، وقال: (( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ))[النساء:125] فهو مقيد بمعنى خاص، والكفر في القرآن كذلك له معنى شرعي مقيد بمعنى شرعي، وهو ضد الإيمان ونقيضه) أي: أن بعض الألفاظ لم تكن لها نفس المعاني الشرعية في لغة العرب.
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (والنفاق قد قيل إن العرب لم تكن تكلمت به، لكنه مأخوذ من كلامهم) فالشيخ يرى أن هناك كلمات لها أصل في لغة العرب، لكنها استعملت استعمالاً جديداً، فالكل مقيد في المعنى حتى النفاق، وذلك هو مراده في قوله رحمه الله: (النفاق لم تكن العرب تكلمت به، لكنه مأخوذ من كلامهم؛ فإن نفق يشبه خرج، ومنه نفقت الدابة إذا ماتت، ومنه نافقاء اليربوع) والنافقاء مكان فيه عدة أبواب يخرج منها اليربوع، بحثت عنه من هاهنا خرج من هاهنا، هذا يسمى نافقاء، فيصعب أن يقبض عليه، ويصعب على المصطاد أن يصطاده أو يقبض عليه؛ لكثرة المخارج، هذا أقرب شيء يصور العلاقة بين النفاق في اللغة والنفاق في الشرع، فالمنافقون ينطقون بكلمة الكفر، ويهمون أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يدبروا مؤامرة ضده، وإذا جيء بهم وسئلوا أجابوا: ما فعلنا، إنما كنا نخوض ونلعب، ولو قيل لهم: لماذا لا تجاهدون قالوا: نخاف الفتنة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي ))[التوبة:49] متعللين بقولهم: إننا نخاف الفتنة عند رؤية بنات بني الأصفر، وإذا قيل لهم: تعالوا للجهاد. قالوا: لا تنفروا في الحر، فهم كاليربوع، إن لم يخرج من هنا، خرج من هنا، إن بحثت عنه من هنا خرج من هنا، فلا تستطيع أن تعرف لهم منهجاً، فمثلهم يجيد كيف يتخلص وأن يراوغ وأن يخادع، يظنون أنهم يخدعون الله والذين آمنوا، ولكنهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، ولا يحيق مكرهم وخداعهم إلا بهم.
    قال رحمه الله: (والنفق في الأرض) أي: المخرج فيها (قال تعالى: (( فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ))[الأنعام:35] فالمنافق هو الذي خرج من الإيمان باطناً بعد دخوله فيه ظاهراً) وهذه العلاقة اللغوية يجعلها الشيخ قيداً للنفاق بأنه نفاق في الإيمان، فالنفاق في القرآن والسنة وكلام السلف: هو ما له علاقة بالإيمان، وأما في غير الشرع فيقول الشيخ رحمه الله: (ومن الناس من يسمي من خرج عن طاعة الملك منافقاً عليه) أي: أن هذا اصطلاح هؤلاء الناس أن الذي يخرج عن الطاعة فإنه يكون منافقاً؛ لأنه يتظاهر بها وهو ليس كذلك.
    ثم يقول رحمه الله: (لكن النفاق الذي في القرآن هو النفاق على الرسول) والناس اليوم إذا سمعوا رجلاً تكلم فأثنى على ذي السلطان أو ما أشبه ذلك ثم إذا خرج قال غير ذلك قالوا: هذا منافق، وجاء هذا من كلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، أنهم قالوا:كنا نعد هذا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق، لكن المنافق الحقيقي الذي جاء في كلام الشارع فهو الذي يكون منافقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطاب الله ورسوله للناس يكون بهذه الأسماء كخطاب الناس بغيرها.
  2. مدى صحة فعل الأوامر الشرعية بالإثبات بأدنى مسمياتها

    ويقول رحمه الله: (وكذلك الإيمان والإسلام، وقد كان معنى ذلك عندهم من أظهر الأمور) فالصحابة رضي الله تعالى عنهم كان من أظهر وأجلى الأمور عندهم معرفة الإيمان، ومعرفة الإسلام، ومعرفة الكفر، ومعرفة النفاق، وهذا أهم ما يتعلمونه، وأول ما يعرفونه وأوجب ما يعلمونه غيرهم، وكانت واضحة وجلية عندهم، وحديث جبريل العظيم المشهور الذي عرف النبي صلى الله عليه وسلم فيه مراتب الدين من الإسلام والإيمان والإحسان فيه حكمة عظيمة جليلة ذكرها الشيخ وأشار إليها بقوله: (وإنما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهم يسمعون وقال: ( هذا جبريل يعلمكم دينكم ) ليبين لهم كمال هذه الأسماء وحقائقها التي ينبغي أن تقصد؛ لئلا يقتصروا على أدنى مسمياتها) فالنبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه في حجة الوداع قول الله تبارك وتعالى: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ))[المائدة:3]، وكان ذلك في آخر عمره صلى الله عليه وسلم عندما قفل راجعاً من حجة الوداع، بعد أن أكمل الله تعالى له الدين، وعاش بعد ذلك بضعاً وثمانين ليلة، ثم جاءه جبريل عليه السلام بعد عودته من حجة الوداع إلى المدينة في هيئته الذي وصفها بها عمر رضي الله عنه بقوله: ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد ) فأوصاف الصحابة رضي الله عنهم في منتهى البلاغة، شديد بياض الثياب، أي: ليست ثياباً عادية كما قد يلبس بعض الناس، فكأنه من شدة بياض ثيابه خرج من أنظف مكان؛ لأنه لا يرى عليه أثر السفر، وشديد سواد الشعر، مع أن الناس عندما يركبون الدواب ولو لمسافات قليلة فإنهم قد يعرقون ويتلطخ الشعر بالغبار، وهذا فيه دلالة على أنه خرج لتوه، حيث لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعلم من أين قدم هذا الراكب، ولا يعرفه أحد، بدليل أن بعضهم ينظر إلى بعض ولا يعرفه منهم أحد، ثم جلس الجلسة المعروفة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ في السؤال والجواب، وهذا كما جاء بطريق صحيح كان في آخر عمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من حجة الوداع، ولذلك فهو أتم مما جاء في الأحاديث الأخر التي تذكر أن أركان الدين ثلاثة، كحديث: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم… ) وقد قيل: إن من أسباب ذلك أن هذا كان قبل فرضية الركنين الآخرين، أو لأن القتال إنما يكون على الشعائر الظاهرة، فأما الصوم فعبادة خفية، وأما الحج ففي العمر مرة.
    والمراد أن هذا الحديث ذكر فيه ثلاثة أركان، وحديث وفد عبد القيس ذكرت فيه أربعة أركان قال: ( أتدرون ما الإيمان بالله؟ الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ) ولم يذكر الحج؛ لأنه لم يكن قد شرع حينها، ثم يأتي حديث جبريل، فيذكر الأركان الخمسة للإسلام، وأما الإيمان فإنه كذلك لم يذكر الأركان الستة في حديث قبل ذلك.
    ولذا يقول الشيخ في إيضاحه: (الحكمة أن هذا جاء بعد أن اكتمل الدين وبعد أن عرف الناس الدين؛ ليقول لهم: هذا هو كماله وحقيقته، فلا تقتصروا منه على أدنى مسمياته)، فهو ليس ركنين أو ثلاثة أو أربعة، قد اكتمل الإسلام لهذه الأركان الخمسة والإيمان بهذه الأركان الستة، والإحسان تحقيق ذلك ظاهراً وباطناً بالمراقبة، بأن تعبد الله كأنك تراه في كل هذه الأعمال.
    ثم يقول المؤلف رحمه الله: (وهذا كما في الحديث) يعني عندما قال: (أتاكم يعلمكم دينكم- أي: إن جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم الذي به تعرفون حقيقته الكاملة التي لا نقص فيها بعد أن أكمله الله تبارك وتعالى) وهذا مثل الحديث الآخر الذي بين فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الحقائق الدينية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( ليس المسكين هذا الطواف الذي ترده اللقمة، واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه ).
    والمسكين قد يطلق على هذا الذي يطوف ولا يجد شيئاً، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ينفي عنه المسكنة، أي: ليس هو المسكين في الحقيقة، بل الذي ينطبق عليه الوصف تماماً هو ذلك الذي لا يسأل الناس، ولا يتفطن له المعطون فيعطونه، فهذا الطواف ترده التمرة والتمرتان، والقمة واللقمتان، بخلاف ذاك الذي لا يسأل، ولا يتفطن إليه، فهو يعيش المسكنة على حقيقتها، فلا يجد شيئاً، فهذا هو الذي ينبه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى أن يتفطنوا له، وكل ما أمركم الله تبارك وتعالى به أو حثكم عليه من إطعام المسكين فاعلموا أن المراد به هو هذا المسكين الذي تنطبق عليه حقيقة المسكنة.
    ويقول رحمه الله: (وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( الإسلام هو الخمس ) ) وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ) كأنه قال صلى الله عليه وسلم: الإسلام هو الخمسة الأركان وليس ما دون ذلك، فلا تظنوا أنه شهادة أن لا إله إلا الله فقط، لا تظنوا أن الإسلام هو أن تشهدوا وتصلوا فقط، أو تصوموا ولا تزكوا أو العكس، ولا تظنوا أنه الإتيان بأركانه الأربعة دون الحج عند الاستطاعة، بل الإسلام هو مجموع هذه المباني أو الأركان الخمسة.
    يقول المؤلف رحمه الله: (يريد أن هذا كله واجب داخل في الإسلام، فليس للإنسان أن يكتفي بالإقرار بالشهادتين، وكذلك الإيمان يجب أن يكون على هذا الوجه المفصل، لا يكتفي فيه بالإيمان المجمل) أي: فالإيمان حينما قال: ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر ) يشمل هذا كله، فلو أن قائلاً قال: آمنت بالخمسة الأركان، ولكن لا أؤمن بالقدر، فإنه لا يكون مؤمناً، وهذا سبب ورود الحديث كما تعلمون، وهو أن القدرية لما ظهروا جاء بعض التابعين يسأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فحدثهم بما حدثه به أبوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن القدر، وأعلن براءته من القدرية.
    إذاً: الإيمان لا يكون إلا باكتمال هذه الأمور، فمن أخل بشيء منها فقد أخل بركن من أركان الإيمان، وعندما عرف النبي الإيمان والإسلام في حديث جبريل فقد عرفهما بأكمل وأعلى مقاماتهما ودرجاتهما؛ لئلا يتوهم متوهم أنه يمكن أن يكتفي بما قد يطلق عليه أدنى الاسم.